Thursday 9 August 2012

أحضِرِي زجاجةَ ماءٍ بارد


كان الشيطانُ حاضرًا

عندما صُفِعَ (جلال عيسى)

فدارَ حولَ محورهِ الرأسيِّ كـ(شربونِ) الخلاّطِ المنزليّ ..

كان الإنشادُ ساحرًا عندما أذيعَت جملتُهُ :

"أنا عندي رجّالة تاكل الزلط"

بالمقلوب ، متكررةً كتيماتِ القداديسِ السوداء

 - نعم مازلتُ مولعًا بهذه الأشياء - 

لكنني لم أعُد مهووسًا بالسينما كما كنتُ حينذاك ..




لقد هدأَت النار

عرفتُ هذا

حينَ تخلَّى رأسُ الغزالةِ عن مكانتِهِ الوسطى

بين مصباحَي الفلورسنت الذَين يُزيّنان بلتكانةَ صالتِنا

لظروفٍ متعلقةٍ بتغيير حجم الكشّافَين

وشَهِدتُهُ في ملامحِ خطيبتي وهي تنظرُ إلى عينيَّ

فليسَ ثَمَّ إلاّ الماءُ الماءُ الماء ..




أن يَعلَقَ (جلال عيسى) بذاكرةِ الأُمَّةِ

من خلالِ مشهدٍ فانتازيٍّ وحيدٍ

يدورُ فيهِ حولَ محورِهِ

ففي هذا بيانٌ عن غلبَةِ الماءِ عليه ..

أنا كيميائيٌّ هاوٍ قديمٌ

وأعرفُ أنَّه بإمكانِ النارِ أن تطفُوَ على الماءِ قليلا ..

طفَت النارُ

فدارَ (جلال عيسى) حولَ محورِهِ

ثُمَّ ابتلعَها الماءُ السرمديُّ

فغابَ المسكينُ عن الأنظار ..




بُرِجي مائيٌّ أصيل ..

وقد راهنتُ نفسي وأنا أكتبُ هذا النَّصَّ

على أنَّ (جلال عيسى) مولودٌ في برجِ مائيٍّ هوَ الآخَر ..

وصدقَ حَدسي ..

لم أكن أعرفُ أنَّ لي خبرتي في هذه الأشياء
حبيبتي ..

سيبتلِعُ الماءُ كُلَّ شيءٍ

فلا تجزَعي حينَ أشهِدُكِ ذلك ..

المسألةُ قدَرِيَّةٌ

والماءُ ..

آه!

لقد أقرأتُكِ قولَ أحدِ أبطالِ روايتي الوحيدةِ ، أتذكُرينَه؟

"الماءُ تسرَّبَ من جُدرانِ الوَقت"

لم أكن أعرفُ قبلَ الآنَ أنني أتفقُ معهُ في رؤيتِنا للعالَم ..

بَيدَ أنّني استسلمتُ لهذه الرؤيةِ

وثارَ هُوَ عليها
..
لن تَثُورِي

فأنتِ تعلمينَ في قرارةِ نفسِكِ أنَّ مصيرَنا جميعًا إلى الماءِ

مهما اختلفَت أبراجُنا!




على أيةِ حال ..

ميعادُنا الليلة ..

والمسلمونَ يُقَدِّسُونَ الماءَ كما تعرفين ..

أحضرِي معكِ زجاجةَ ماءٍ باردٍ

وانثُري منها قطراتٍ في وجهي

وسأفعلُ كذلكِ

وسنُفيقُ من إغفاءتِنا

ونذهبُ إلى الماءِ راضِيَين

قبلَ أن يبتلعَنا الماءُ عنوةً

كـ(جلال عيسى) !
.....
EGAL
9/8/2012