Wednesday 8 April 2015

أنا أليسّاندرو دِل پييرو




عزيزي چوفانّي تراپاتوني  ..
اذهَبْ إلى الجحيم ..
ألا تعرفُ مَن أنا؟
لقد زرعَت نظراتي النومَ في أعيُنِ كلِّ مَن وقَعنَ في حُبّي
وزرعَت اليقظةَ في عينَي مَن أحببتُها  ..
قدمايَ 
اللتان تبدُوانَ أكثر الأقدامِ انتظامًا حين أنظرُ إلى الأرضِ قبلَ تكبيرةِ الإحرامِ
لم تترُكا شبرًا
من (دَربِ الشَّمسِ) بـ(السيدةِ زينب)
إلى برجِ قلعةِ (پراغ)
إلى ساحل الأدرياتيِّ
إلاّ وبذرَتا فيهِ الشَّوك  ..
كلُّ هؤلاء اللاعبينَ
لا يعرفونَ يا عزيزي أنَّ الكُرَةَ كُرِّيّةُ الشكل .. 
إنهم فقط يسلِّمُون بوجودِها  ..
وكلُّ هؤلاء الشعراءِ
لا يعرفون شيئًا عن اللغةِ   ..
إنهم فقط يتدثَّرُون بأحرُفِها
وينامونَ على أسطُرِها في استسلامٍ
طيلةَ الوقت ..
وَحدي 
أرى شيطانَها الذي يعرفُ أنني أراهُ
فيُخرجُ لي لسانَهُ
فأُخرِجُ لهُ لساني  ..
هل أبدو لكَ مصابًا بجنونِ العظَمَة؟
أنا فقط لا أتحمَّلُ ألاّ أنتصِر  ..
أعرفُ أنكَ في قرارةِ نفسِكَ تقولُ:
"هو رائعٌ بالتأكيدِ ، إلاّ أنَّ هناكَ غيرَه."  ..
لكنّني كما قلتُ لكَ آنفًا:
نَكَحتُ الكُرَةَ سبعةَ أعوامٍ
حتّى احمرّت
وزنيتُ بها سبعةَ أعوامٍ 
حتّى ابيضّت
وتركتُها تستقرُّ كهِرَّةٍ عندَ قدمَيَّ سبعةَ أعوامٍ
حتّى اسودّتْ
فهِيَ سوداءُ مُظلِمَة ..

أنا إسكندَرُ المهرِّجين:
بينَ كلِّ (پييروهاتِكُمْ) أنا الإسكندرُ الوحيد  ..
زوجاتُ أصدقائي يَعرِفنني ليَضحَكنَ
وأزواجُ صديقاتي يَعرِفونني ليَضحَكُوا
والكرةُ ماثلةٌ عند قدميَّ
تنظرُ إلى الجميعِ مزدريةً
وتصطدمُ عيناها بعينيَّ
فتخشَعُ  ..
تعرفُ أنني الإسكندرُ القيصرُ ابنُ آمون  ..
حينَ أركلُها
تبحثُ من تلقاءِ ذاتِها عن أكياسِ مَن اغتابُوني
لتَخصِيَهُم  ..
أنا يا عزيزي
(أليسّاندرو دِل پييرو) ..
أنظرُ الآنَ إلى السماءِ
حيثُ يمتدُ قرنا أبي (آمونَ) من الشرقِ إلى الغرب  ..
أراهُ يضحكُ لي
ويعدُني بالركلةِ التي حلَمتُ بها مُذ كنتُ في الرابعةِ
حيثُ تخرجُ الكرةُ من طرفِ حذائي عند مرمايَ
لتستقرَّ في أحشاءِ أعدائي
معلنةً للجميعِ 
أنَّ (أليسّاندرو) ليسَ كأحدٍ من رجالِهِم  ..
عزيزي (چوفانّي)  ..
أنا (أليسّاندرو دِل پييرو) ..
وهذا يكفيني .
....................
محمد سالم عُبادة
11/3/2012
..................
نُشِرَت بمجلة (الثقافة الجديدة) في عدد مارس 2015.

1 comment: