Saturday 22 August 2015

زَيد .. من ديواني (قميصي هذا) - تحت الطبع مع (الناشر) ومجلة (أنهار) الأدبية بالكويت

زَيْد
في (زيد بن عمرو بن نُفَيل) الذي تحنَّفَ في الجاهلية على دين (إبراهيم) الخليل، وهو والدُ (سعيد بن زيد) أحد العشرة المبشرين بالجنة، و قد قال فيه رسول الله صلى اللهُ عليه و سَلَّم: "يُبعَثُ زيدُ بنُ عمرٍو يوم القيامة أُمَّةً وحدَه" ..

(1)
سَنامُ الأمرِ أن تَعلُو سَنامَ الشَّوقْ ..
وألا تُسْلِمَ النَّاقُوسَ في عَجَلٍ لأوَّلِ ضارِبٍ تَلقاهُ في الصَّحْراءْ ..
فإنَّ الطِّفلَ حِينَ يَمَلُّ لُعبَتَهُ
يَشُبُّ عن احتِمالِ الطَّوقْ ..
و تِلكُمْ غايةُ اللُّعبَةْ ...!
(2)
أيَلفِظُني حَشَا (مَكَّةْ)؟!
أأغرُبُ عن وُجُوهِ الآلِ دُونَ وَداعْ؟؟
أنا مَن كُنتُ فيها عَينَ مَجلِسِها
فثَمَّ أمِينُ صُحبَتِهِ وثَمَّ فتىً وثَمَّ مُطاعْ ...
أكابِدُ مِثلَ كُلِّ بَنيكَ (إسماعِيلُ)،
أبسُطُ ذِلَّتي لأبي:
"أحِدَّ النَّصلَ و افعَلْ ما أُمِرتَ بهِ"
فيزرَعُ فيَّ زُبدَةَ حُلمِهِ / شَكَّهْ ..
ولكنِّي جَهَرتُ بما أكابدُهُ،
فلم يَستَمرئُوا جَهري
فعَنّي الناسُ مُنفَكَّةْ ...
سأسلُكُ فوقَ ظهرِ الشوقِ مُبتعدًا
لعلَّ مُبَعثِرَ الأركانِ يَهدي عبدَهُ شِعبَهْ ..
(3)
سَنامُ الأمرِ أن تَخلُو بكلِّ (حِرَاءْ) ..
فتسمَعَ كيفَ تَصْطَرِخُ النوازِعُ فِيكَ
كَيفَ تَمُورُ
كيفَ سُيوفُها وكُؤوسُها يُقرَعْنْ ..
ولَم تَكُ – زَيدُ – تَرجُو غَيرَ وَجهِ مُبَعثِرِ الأركانِ،
ثُمَّ اجْتاحَكَ الإسراءْ ..
فَوَاصِلْ واضرِب الناقُوسَ ،
لا تَسكُنْ؛ أبَيتَ اللَّعْنْ ..
فتِلكَ الخُطوَةُ الصَّعبَةْ ...

(4)
هَزِيمُ اللهِ يُرعِدُني، و أُفْقِي مُبهَمٌ وَجَهِيمْ ..
ولَولا الغَيمُ خاتَلَني لكُنتُ شَرِبتُ شُربَ الهِيمْ ...
أهِيمُ مُحَرَّقًا، وأعُودُ بَردًا سالمًا، فأهِيمْ ...
وأُقسِمُ لَم أُرِدْ، لكنْ
كَذلكَ دِينُ إبراهِيمْ ..

(5)
سَنَامُ الأمرِ أن تُرجَعْ ..
وأن تَقتاتَ نُبلَكَ: بينما هُم نُوَّمٌ تَهْجَعْ ..
فَذَرهُم لِصْقَ أرضِهِمُو، أمَا لَكَ في السَّمَا مَضْجَعْ؟!
ألا اخْفِضْ نَبْلَكَ الرَّعناءَ،
صَمتُكَ بينَهُم أشجَعْ ..
ألا لا فُضَّ صَمتُكَ يا صَمُوتُ
وفُضَّت الجَعبَةْ ...!

(6)
دَعَوتُ اللهَ ألاّ يَهدِيَ الباقِينَ مِن خَلفِي إلى لَحْدي ...!
فإني ساجدٌ أبدًا،
و مُستَنِدٌ كَذاكَ لِبَيتِهِ المَعمُورْ ...  [1]
سأبعَثُ أمَّةً وَحدي ..
فإني قد سَمِعتُ نوازِعَ الأرواحِ وَهْيَ تَمُورْ ...
سَمِعتُ مُقَوِّمَ الأركانِ يَهزِمُ
فالدُّنا خَرَفٌ إزائي
والسَّما مَزمُورْ ...
وأبقاني
وقال مُضاحِكًا إيَّايَ:
"يَنسَى المُبتَغِي رُعبَهْ" ..!

(7)
سَنامُ الأمرِ ألا تَستَخِفَّ الأمْرْ ..
تَسَنَّمْ شَوقَكَ المَيمُونَ
لكِنْ لا تَنَمْ للشَّوْقْ ..
فإنَّ الأمرَ- هَاكَ النُّصحُ – يُنبِتُ في يَدَيكَ الجَمْرْ ...!
تَرَقَّبْ ظُلَّة ً مِن فَوْقْ ...
هُنالِكَ
قد تَرَى الكَعبَةْ ...!
2007






 [1]  يُروى في أثر (زيد بن عمرٍو) أنه في أواخر حياته كان يُرَى مسندًا ظهرَه إلى الكعبة وهو يقول للقرشيين :"والله ما منكم أحدٌ على دين إبراهيم إلاّي" ..

No comments:

Post a Comment